الحمد لله، وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى، وبدعم المحسنين الكرام، نفذت مؤسسة الرسالة الخيرية برنامجها السنوي مشروع الأضاحي في ربوع إندونيسيا، بهدف إحياء شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، وإدخال السرور على قلوب الآلاف من الفقراء والمحتاجين في عيد الأضحى المبارك.

في هذا العام، وبتزامن مع عيد الأضحى لعام 1446 هـ، تم جمع أكثر من 900 أضحية من الغنم والماعز، والتي تبرع بها أهل الإحسان من مختلف المناطق، وقد تولت المؤسسة ذبحها وتوزيعها بإشراف مباشر من فرق ميدانية متخصصة.

تم توزيع لحوم الأضاحي على أكثر من 9,000 مستفيد من الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل وسكان المناطق النائية، الذين قلّما يصل إليهم لحم الأضاحي في كل عام، فكان لهذا المشروع أثر بالغ في نشر الفرحة والبهجة في بيوتهم.

وشملت مناطق التوزيع عدة ولايات ومحافظات في إندونيسيا، منها: آتشيه، مدينة ميدان، سومطرة الشمالية، لانغات، رياو، لامبونج، بنغكولو، بادانغ، باندونغ، وسورابايا، وقد تم اختيار هذه المناطق بعناية بناءً على الحاجة الملحّة وقلة توفر مشاريع مماثلة فيها.

ويُعد هذا المشروع أكثر من مجرد ذبح وتوزيع، بل هو رسالة دعوية وإنسانية تعبّر عن روح التضامن الإسلامي، وتعزز مفهوم التكافل بين المسلمين في مختلف بقاع البلاد.

قال الله تعالى:
“لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ”
“لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم”
(سورة الحج: 37)

ويذكرنا هذا النص القرآني بأن الأضحية ليست مجرد طقس ظاهري، بل هي تعبير عن إخلاص القلب وتقوى النفوس، ومظهر من مظاهر الإيمان والتقرب إلى الله تعالى.

وقد حرصت المؤسسة على تنفيذ المشروع وفقًا لمعايير عالية من الدقة والنزاهة، لضمان وصول اللحوم إلى مستحقيها، بالتعاون مع شركاء ميدانيين ومتطوعين محليين ساعدوا في التوزيع بكل أمانة وإتقان.

وإذ تتوجه المؤسسة بـجزيل الشكر وعظيم الامتنان إلى كل من قدم أضحيته عبر مؤسسة الرسالة الخيرية، فإنها تؤكد أن ثقتكم أمانة نعتز بها، ونسعى دومًا للحفاظ عليها بالعمل الجاد والنية الخالصة.

وقد ترك المشروع أثرًا طيبًا في قلوب الناس، وارتسمت الابتسامات على وجوه الصغار والكبار، مما يعكس عظمة هذه الشعيرة المباركة وأثرها الإنساني العميق.

وختامًا، تدعوكم مؤسسة الرسالة الخيرية للاستعداد من الآن لأداء الأضحية في العام القادم 1447 هـ، وتُشجع كل من لم يتمكن من الأضحية هذا العام أن يعقد النية ويخطو خطوة نحو هذا العمل الجليل.

نسأل الله أن يتقبل من جميع المضحين، ويبارك في أموالهم وأعمارهم، ويجعل أضحيتهم نورًا في الدنيا وذخرًا في الآخرة. آمين. 

Flag Counter

أحدث المقالات