جهزد المملكة لتطور أعمالها في خدمة الحج والعمرة : جميع التأشيرات تتيح أداء مناسك العمرة لتسهيل قدوم المسلمين من مختلف أنحاء العالم

بكل فخرٍ وامتنان، تُواصِل المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – مسيرتها المباركة في خدمة الإسلام والمسلمين، من خلال مبادرات نوعية ومشروعات رائدة تُجسِّد عنايتها الفائقة بضيوف الرحمن، وتأكيد مكانتها الرائدة كقبلةٍ للعالم الإسلامي ومهوى أفئدة المؤمنين.

فما أعلنته وزارة الحج والعمرة من تيسيرات جديدة تُمكِّن حاملي جميع أنواع التأشيرات من أداء مناسك العمرة أثناء وجودهم في المملكة، يُعدّ خطوة إنسانية وإيمانية عظيمة، تُبرِز بوضوح سعي المملكة الدؤوب إلى تسهيل السبل أمام المسلمين من كل بقاع الأرض لأداء عباداتهم بكل يُسرٍ وطمأنينة.

إن هذا القرار الكريم وما صاحبه من إطلاق منصة “نسك عمرة” الرقمية، يُعبّر عن رؤيةٍ متقدّمةٍ تجمع بين الأصالة والتطوير، وعن روحٍ قياديةٍ تُدرِك أهمية التحوّل التقني في خدمة الشعائر الدينية، مما يجعل تجربة العمرة أكثر سهولة ومرونة وتفرّغًا للخشوع والعبادة.

وليس غريبًا على المملكة العربية السعودية – التي شرّفها الله بخدمة الحرمين الشريفين – أن تظلّ في طليعة الدول التي تسخّر طاقاتها لخدمة ضيوف الرحمن، وتقدّم لهم أفضل ما يمكن من الخدمات اللوجستية والتنظيمية والرقمية، حتى أصبحت تجربتها نموذجًا عالميًّا في الإدارة والتخطيط والخدمة الإنسانية المتكاملة.

إن ما تبذله المملكة اليوم من جهود مباركة في تيسير أداء الشعائر، وتوسيع دائرة المستفيدين من الخدمات، وتبسيط الإجراءات، هو امتدادٌ لعقيدةٍ راسخةٍ تقوم على خدمة بيت الله الحرام وزائريه، ورسالةٍ ساميةٍ تؤكد أن المملكة لا تنظر إلى خدمة الحجيج والمعتمرين كمهمةٍ رسمية فحسب، بل كواجبٍ ديني وشرفٍ تاريخي تتوارثه الأجيال.

وإذ نثمّن هذه الجهود الجبارة، فإننا نرفع أسمى آيات الشكر والتقدير لحكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين على هذا العطاء المتواصل، والعمل الدؤوب الذي يجمع بين الحزم والإبداع، بين التقنية والرحمة، وبين الرؤية الحديثة والقيم الأصيلة.

فجزى الله المملكة العربية السعودية خير الجزاء على ما تقدّمه للأمة الإسلامية من خدماتٍ جليلةٍ ومبادراتٍ مباركةٍ تُعلي من شأن الحرمين الشريفين، وتُيسّر للناس سبل العبادة والسكينة، وتجعل من الحج والعمرة تجربةً إيمانيةً تُخلّد في القلوب وتُسجَّل في التاريخ بأحرفٍ من نور.