بئر الوقف رقم 2975: قطرة ماء لآلاف دعاء في القرى النائية

في وسط حرارة الشمس المحرقة التي تلفح الأرض، وبين مساحات التربة التي تشققت منذ زمن عطشًا للماء، جاء الفرج الذي طال انتظاره. البئر الوقفي رقم 2975 قد تم افتتاحه رسميًا في الحي التاسع، قرية تانجونغ سلامات، منطقة بادانغ توالانغ، محافظة لانكات. إنه ليس مجرد بئر، بل هو منبع حياة سيغير الكثير من القصص.

إن الماء الذي يتدفق من أعماق الأرض هنا ينساب صافياً عذباً، حاملاً معه البرودة والرجاء الجديد لأهالي المنطقة. في الماضي، كان الحصول على ماء نظيف يُعد ترفًا لا يناله إلا من قطع المسافات الطويلة وبذل الجهد الكبير. أما اليوم، فبخطوات قليلة من المنزل، يستطيع الأهالي أن ينعموا بماء نقي للشرب، والطهي، والطهارة، وسائر حاجاتهم اليومية.

وجود هذا البئر لم يخفف الأعباء الجسدية على الناس فحسب، بل منحهم أيضًا راحةً في القلوب. فلم يعد الأطفال مضطرين لمساعدة آبائهم في حمل الدلاء لمسافات بعيدة، ولم تعد الأمهات يخشين على صحة أسرهن من الماء الملوث، وأصبح الشيوخ قادرين على الحصول على الماء النظيف دون مشقة.

لقد كان إنشاء هذا البئر ثمرةً لقلوب المحسنين الصادقة، الذين أخرجوا من أموالهم حبًا لله ورحمةً بعباده، فتحول كل ريال من تبرعاتهم إلى جداول من الماء تتدفق حياةً وعافيةً للأبدان والأنفس. وهذا دليل حيّ على أن الصدقة لا تنفع في الدنيا فحسب، بل يظل أجرها جاريًا إلى يوم القيامة.

وباسم مؤسسة الرسالة الخيرية نتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لكل المتبرعين والمحسنين الذين ساهموا في إنجاز هذا المشروع المبارك. نسأل الله ﷻ أن يضاعف لهم الأجر، ويوسع أرزاقهم، ويحفظ أهليهم، ويجعل كل قطرة ماء منه شاهدًا لهم بالخير وصدقةً جارية لا تنقطع.

كما قال رسول الله ﷺ:

“إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له”
(رواه مسلم)

وإن وقف الآبار من أعظم الصدقات الجارية التي يبقى أجرها ما دام الماء يُستفاد منه. فتخيّلوا أن كل من يشرب من هذا الماء، وكل أم تطهو به لأسرتها، وكل طفل يتوضأ به للصلاة — كل ذلك يكون في ميزان حسنات الواقفين.

لذلك، فإننا ندعو المسلمين كافة إلى ألا يقف عطاؤهم عند هذا البئر وحده، فما زالت قرى كثيرة تنتظر من يمد لها يد العون بالماء النظيف. فلنواصل هذه المسيرة، ولننشئ المزيد من الآبار، ولننشر الحياة في كل مكان، ولنغمر الأرض بالبركات.

كل قطرة ماء هي حياة، فلنجعلها تنساب ببركة عطائنا حتى يكون العالم كله بساتين من الأجر الذي لا ينضب.

توزيع كتاب إقرأ في مدرسة روضة الأطفال دارما ونيتا، دلي سردانغ

Flag Counter

أحدث المقالات