إقامة المحاضرة العامة بدار أم سلمة رضي اللها عنها النسائية

الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
في إطار الأنشطة الدعوية النسائية الهادفة إلى غرس القيم الإيمانية وتعزيز الوعي الديني، أقيمت ـ بفضل الله تعالى وتوفيقه ـ المحاضرة العامة بدار أم سلمة رضي الله عنها النسائية في محافظة باتو بارا، وذلك يوم الأحد ٢٧ ربيع الآخر ١٤٤٧ هـ، تحت إشراف قسم الدعوة النسائية بمؤسسة الرسالة للخدمات الإنسانية.
وقد حملت المحاضرة عنوانًا مؤثرًا هو “لا تخف من الهجرة”، وهو موضوع يمسّ جوانب عظيمة من الإيمان والتضحية والثبات على الحق، مستمدًّا من قصص الأنبياء والصحابة الذين ضحّوا في سبيل الله، وهاجروا بدينهم ابتغاء مرضاة الله تعالى.
قدّم المحاضرة الأستاذ عبد الرشيد حفظه الله، بأسلوب مؤثر يجمع بين البيان الواضح والعاطفة الصادقة، موضحًا أن الهجرة في معناها الواسع لا تقتصر على الانتقال المكاني، بل تشمل هجرة المعاصي والذنوب، وهجرة ما يغضب الله إلى ما يرضيه.
وأشار الشيخ في كلمته إلى أن من أهم دروس الهجرة الإيمانية هو الثقة بالله تعالى، واليقين بوعده، وأن الخوف لا ينبغي أن يكون إلا من الله وحده، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: «العبادة في الهرج كهجرة إليّ»، ليبيّن أن الهجرة المعنوية مستمرة إلى قيام الساعة.
وقد لاقت المحاضرة تفاعلًا كبيرًا من الحاضرات، إذ تجاوز عدد المشاركات تسعين امرأة، من مختلف الأعمار والمستويات، حيث أبدين اهتمامًا بالغًا بمضامين المحاضرة، وتفاعلًا إيجابيًا مع النقاط التي طرحها المحاضر، مما أضفى على اللقاء جوًّا من الحيوية والروحانية.
وتخلّل اللقاء فقرة حوارية مفتوحة أتاحت للحاضرات طرح الأسئلة والاستفسارات المتعلقة بموضوع الهجرة والثبات على الدين، وقد أجاب المحاضر عنها بصدر رحب وبأسلوب تربوي يجمع بين الرفق والبيان.
كما عبّرت الحاضرات عن سعادتهن بمثل هذه اللقاءات التي تجدد الإيمان وتُقوّي العزيمة، مشيرات إلى أن هذه البرامج الدعوية النسائية تُسهم في بناء شخصية المرأة المسلمة الواعية، القادرة على مواجهة التحديات بثقة وثبات.
وفي ختام المحاضرة، رفعت المشاركات أكفّ الدعاء إلى الله تعالى أن يجزي المحاضر خير الجزاء، وأن يبارك في جهود القائمين على مؤسسة الرسالة للخدمات الإنسانية، وأن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتهم جميعًا.
نسأل الله تعالى أن يبارك في هذه الجهود المباركة، وأن يجعلها منارات هدى وخير، وأن يرزقنا جميعًا الهجرة الصادقة إلى الله ورسوله في القول والعمل، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
