بئر رقم 2946 – حياة تنبض من جديد في قرية سي ليتور تاسيك

في ريف هادئ من ربوع قرية سي ليتور تاسيك، حيث تعيش الأسر على بساط البساطة والكفاح، كان الماء النظيف حلمًا مؤجلًا، وصوت الدلاء على الآبار البعيدة هو موسيقى الصباح والمساء. لكن اليوم، تغيّرت الحكاية، وتبدّل المشهد… فقد افتتحت مؤسسة الرسالة الخيرية بئر المياه النقية رقم 2946، ليكون بداية جديدة تنبض بالحياة.
هذا البئر المبارك لم يكن مجرد مشروع حفر، بل كان استجابة لصوت استغاثة من أرضٍ عطشى، ويد عطاء امتدت من قلوب رحيمة لم تعرفهم، لكنها شعرت بهم. فكان الماء هدية، والدعاء جزاء، والفرح لا يُقاس.
لحظة تدفق أول قطرة من الماء كانت لحظة مشحونة بالمشاعر؛ الأطفال يركضون بضحكاتهم، النساء تحملن الجرار بوجوهٍ يملؤها الامتنان، والشيوخ يدعون لمن جاد وساهم وبذل، بأن يبني الله له بيتًا في الجنة كما بُني لهم بئر في أرضهم.
اختارت المؤسسة هذا الموقع بعناية، بعد أن رأت فيه معاناةً لا تُحتمل، واحتياجًا لا يُمكن تجاهله. فجاءت المبادرة بفضل الله أولًا، ثم بدعم المحسنين الذين كانوا جسورًا للخير بين من يملك ومن يحتاج.
كل من ساهم في هذا المشروع، كتب الله له أجر ماءٍ يسقي ظمآنًا، ويطهّر متوضئًا، ويطهّر قلبًا من الجحود. إنها صدقة جارية لا تنقطع، مادام الماء يروي، والدعاء يصعد.
نحن في مؤسسة الرسالة الخيرية، نرى في كل بئر تُفتتح، نافذة نور تُفتح، وأثر لا يُمحى. ومع كل مشروع جديد، نؤمن أن الخير باقٍ في الأمة، ما دامت القلوب تنبض بالعطاء.
ندعوكم اليوم أن تكونوا شركاء في زرع الأمل، وأن تمدوا يدكم لمشاريع قادمة في قرى أخرى تنتظر. فكل قطرة تسكبها هنا، ستجري يومًا نهرًا لكم في الجنة.
اللهم اجعل هذا العمل سببًا في رضاك، ومفتاحًا من مفاتيح الفردوس للمتبرعين والداعمين، وأجرًا لا ينقطع إلى يوم نلقاك.